١٧‏/٦‏/٢٠١٥

الاعتكاف في مصر.. النية وحدها لا تكفي!


كان...
عدد كبير من المصريين مع قدوم شهر رمضان يبدؤون في البحث عن المساجد التي سوف يعتكفون فيها خلال العشر الأواخر من رمضان، وهي سنة يرتبط بها المصريون منذ زمن طويل.
فلم يكن حي في مصر يخلو من مسجد على الأقل يمتلئ بالمعتكفين بدءاً من ليلة 20 رمضان حتى ليلة العيد، ولم يكن على المعتكف إلا أن يحمل نيته و"بطانية ومخدة" متوجهاً إلى أقرب المساجد إلى بيته، ليبدأ الاعتكاف والتفرغ للعبادة...
والآن....
لم يعد الاعتكاف بالسهولة نفسها التي كانت في السابق، وأصبحت الأمور أكثر تعقيداً، ولم تعد "النية والبطانية والمخدة" تكفي للاعتكاف؛ فقد فرضت السلطة الحالية في مصر المزيد من الإجراءات على الاعتكاف. وأصبح من الضروري على المعتكف أن يتبع الضوابط التي أعلنتها زارة الأوقاف منذ أيام وهي: "أن يكون الاعتكاف بالمسجد الجامع، وتحت إشراف إمام من الأوقاف أو واعظ من الأزهر أو خطيب مصرح له من الوزارة، وأن يكون المكان مناسباً من الناحية الصحية، ومن حيث التهوية وخدمة المعتكفين".
واشترط بيان الأوقاف، كذلك، أن يكون المعتكفون من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد جغرافياً المعروفين لإدارة المسجد، وأن يكون عددهم مناسباً للمساحة التي يقام بها الاعتكاف والخدمات اللازمة للمعتكفين، ويقوم المشرف على الاعتكاف بتسجيل الراغبين في الاعتكاف وفق سعة المكان قبل بداية الاعتكاف بأسبوع على الأقل، وتكون إدارة الأوقاف التابع لها المسجد مسؤولة عن إدارة شؤون الاعتكاف.
- مساجد رابعة والفتح والحسين وغيرها.. خالية من المعتكفين
ومن تبعات أحداث انقلاب 30 يونيو/حزيران 2013، أنه لن يتمكن المصريون من الاعتكاف هذا العام في عدد من أشهر المساجد المصرية؛ ومنها: الفتح ورابعة العدوية والحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة، و"الكوثر والريان" بالمعادي، والقائد إبراهيم بالإسكندرية.
وهو ما يعيد إلى المصريين ذكريات الاعتكاف في المساجد الشهيرة "الاستقامة بالجيزة، والعزيز بالله بالزيتون، والرحمن الرحيم والأرقم بمدينة نصر، وعمرو بن العاص والرواس بمصر القديمة"، التي كانت لا تخلو من المصلين في رمضان على مدار اليوم، حيث سيتعذر الاعتكاف في معظمها لصعوبة منح المعتكفين فيها التصاريح اللازمة، كما يغيب قراء صلاة التراويح منها وعلى رأسهم المشايخ: محمد جبريل، وأحمد السعيد، وحاتم فريد الواعر، ورجب زكي، وخالد أبو شادي، ومحمد حسين يعقوب، وفوزي السعيد لأسباب مختلفة.
ولن يكون "الحد" من الاعتكاف وصلاة التراويح وراء المشايخ الكبار هو المشكلة الوحيدة لدى المصلين هذا العام؛ حيث تظهر مشكلات أخرى تتعلق بالأنباء التي تم تداولها حول مراقبة المساجد بواسطة رجال أمن أو تابعين للأوقاف، وضرورة تقديم طلب مكتوب للاستعانة بأي من المقرئين في صلاة التراويح، وبأسماء الأئمة لإعطاء الدروس الدينية بالمساجد، وتنظيم حملات تفتيش ليلية على المساجد، إضافة إلى منع استخدام مكبرات الصوت في غير الأذان أو شعائر صلاة الجمعة.
كما أكد المتحدث باسم وزارة الأوقاف، محمد عبد الرازق، أن صلاة التهجد سوف تكون بواسطة "بطاقات تحقيق الشخصية"، وهو ما يتخوف منه مراقبون أكدوا أنه سيتم إرسال تلك البطاقات إلى مكاتب أمن الدولة "الأمن الوطني" بالمحافظات، للاستعلام عن أصحابها ومراقبتهم خلال الاعتكاف، وقد يتطور الأمر إلى القبض عليهم إذا كانوا ضمن الذين تشتبه فيهم الجهات الأمنية.
ولم ينكر المسؤول بالوزارة هذا الإجراء قائلاً إنه: "سيتم البحث في السجلات؛ لأننا لن نسمح بأن يأتي شخص من محافظة أخرى للصلاة مع أهل الحي، حتى لا يندس ويفجر ويدمر ويستقطب أحداً، وهناك أيضاً مشرف من الإدارة يراقب التصرفات خوفاً عليهم".
نشطاء مواقع التواصل لم يتركوا الأمر دون تعليق خاصة موضوع مراقبة المصلين؛ حيث تساءلت "بسمة" : "يعني إيه اللي هيصلي غلط هيسقط؟".
وسخر عاطف إبراهيم: "أنا بعرف رقيب وعتيد التالت اسمه إيه(؟)"، في حين أعرب محمود أبو خوخة عن ضيقه من الإجراءات قائلاً: "طيب ما يلغوا الصلاة أحسن..حسبي الله ونعم الوكيل".
وتساءل آخر: "يعني لو واحد حب يزور حد من قرايبه في محافظة أخرى لازم يجيبله "كفيل" من الأوقاف (؟)"، وطرح ربيع سيد سؤالاً من نوع آخر: "ياريت حد يقلي مسموح بكام ركعة في اليوم".
رابط النشر : 
http://alkhaleejonline.net/#!/articles/1434524011811561500/