١٤‏/٦‏/٢٠١٥

تتجوزيني.. "الارتباط من الشارع" بين العاطفة والتقاليد العربية


يتقدم الشاب راكعاً على ركبتيه نحو الفتاة، طالباً منها أن توافق على الارتباط به، الارتباك من جانب الفتاة هو الاحتمال الأكثر حدوثاً، أما الأصدقاء فيكون دورهم داعماً للخاطب الشاب، محاولين إقناع الفتاة بالموافقة، وقد يكون الأمر مصحوباً في حالات أخرى بوجود لافتات مكتوب عليها "تتجوزيني"، "أريدك زوجة".
بدأت الصورة الجديدة في التسرب إلى البلاد العربية، حيث لم يعد مستغرباً أن تصادفها في الشارع أو في "مول"، أو في حديقة عامة، رغم أن الفكرة غريبة، وتثير التساؤل عن مدى تناسقها مع عادات المجتمعات الشرقية وتقاليدها، وإلى أي مدى يمكن أن تكون مقدمة لزواج ناجح.
11146525_944274862295832_9065570131995309431_n
- ورود ولافتة وموسيقى
في الإسكندرية..فوجئت طالبة بمدرسة زيزنيا الثانوية بمجرد خروجها من المدرسة، بأحد الشباب يرفع مع أصدقائه لافتة كبيرة كتب عليها "بحبك.. تتجوزيني"؟ وسط تصفيق من جانب الشباب المتجمهرين..ولم تلبث قوات الأمن أن ألقت القبض على العريس المنتظر؛ بتهمة تعطيل المرور.
ووقف طالب كلية الصيدلة بجامعة الزقازيق وسط ساحة الكلية حاملاً باقة زهور، إلى جوار سيارة مرفوع عليها لافتة مكتوب عليها "تتجوزيني؟"، إلا أن السخرية كانت رد فعل زملائه على ما فعل.
343301_9747434
- آراء متضاربة
استطلع "الخليج أونلاين" آراء عينة من الشباب حول تلك الظاهرة، وكانت الآراء متباينة إلى حد كبير.
غادة سامي اعتبرت الفكرة منافية للخصوصية الواجبة في طلب الزواج، وأن شيوع الموقف أمام الجميع يشوه تلك اللحظة الجميلة، مشيرة إلى أن "البالونات" و"الدباديب" لا تصلح أن تكون مؤهلات زوج المستقبل.
واكتفى عبد الناصر سليمان بالرد المقتضب بأن الفكرة "مش حلوة ولا مجال للتفكير فيها"، في حين اعتبر سمير علي أنها نوع من التمثيل "حيث تكون هناك علاقة سابقة بين الشاب والفتاة، إلا أنها تمثل أنها فوجئت بهذا الطلب".
ورأى تامر المصري أن الفكرة جيدة "ولكن حين تكون في بيت أهل الفتاة، بمعنى أن تكون المفاجأة بمعرفة أسرتها، لا في الشارع أمام الجميع".
10411115_10204692888024466_1665349959003809654_n
في حين اعتبرت لمياء نبيل أنها فكرة مجنونة، وتعبير عن المظاهر فحسب، وأن "هناك العديد من البدائل للتعبير عن الحب أو طلب الزواج"، لافتة إلى رفضها أن تكون طرفاً في مثل هذه العلاقة التي لا تتناسب مع المجتمع، وفق رأيها.
في حين اختلف رأي شقيقها الدكتور أحمد، الذي وافق على تلك الطريقة، مؤكداً أن "الفتاة في هذه الحالة تكون روحها المعنوية مرتفعة للغاية، ومن الصعب أن يتمكن أحد من تنفيذ هذه الطريقة".
343299_9747435
ويحمل علي إسماعيل الأسرة الجزء الأكبر من المسؤولية عن انتشار مثل هذه الظواهر التي تشجع البنات على "اصطياد العريس"، وتلوم التي تتأخر عن الزواج منهن؛ ممّا يسبب رعباً لدى الفتيات، ورغبة في الحصول على عريس مناسب، ولا سيما إذا تقدم بهذه الطريقة الرومانسية، كما يقول.
- اختيار كرنفالي
الخبيرة في الشؤون الأسرية، إيمان الشوبكي، أشارت إلى أن اختيار شريك وفقاً لهذه الطريقة الحديثة، يعتمد على استمالة القلب والعواطف ومخاطبة المشاعر، والتأثير النفسي بالمفاجأة.
وتوضح لـ"الخليج أونلاين" أن رد فعل الفتيات نحو هذا الإجراء يتوقف على نوع شخصية الفتاة؛ حيث ترفضه الشخصية العقلانية؛ لاستخفافها بما يتم ومن فعله، في حين قد تقبله الشخصية "المشاعرية" التي تتأثر إيجاباً بتلك الطريقة، إلا أنه من المرجح أن يعاني الزوجان، إذا تم الزواج وفق هذه الطريقة، من عدم التوافق بعد زوال الأثر العاطفي بعد الزواج.
11350463_10155627882150128_2421486580762245450_n
ولا تبدي الدكتورة إيمان عبد الله، خبيرة الإرشاد الأسري – أيضاً- حماساً شديداً لهذا النوع من الخطبة؛ مشيرة إلى أن هذه الفكرة تشبه البائع المتجول الذي يمر في الشوارع لعرض بضاعته على المشترين، ولا يمكن أن تكون وسيلة لتأسيس بيت مستقر.
وتشير إلى أن الزواج رباط مقدس، ووسيلة لدمج عائلتين في كيان واحد، "وهو ما يستتبع أن يمر بمراحل واضحة ومعروفة للأهل والجيران والمعارف"، مؤكدة أن "الشكل الاحتفالي الجديد للخطبة يتعدى كافة الأساليب المحترمة، ولا يقوم إطلاقاً على احترام العلاقة منذ بدايتها".
رابط نشر التقرير :
http://alkhaleejonline.net/#!/articles/1433865356447618800/

ليست هناك تعليقات: