٢٩‏/٦‏/٢٠١٥

مصر.. دعوات لـ100 مليون مشترك لمقاطعة شركات الاتصالات


ربما لم يعتد المصريون على ثقافة المقاطعة بشكل كبير؛ إلا أن مقاطعة عدة ملايين لشركات الهواتف الخلوية "المحمول" لمدة 5 ساعات مساء الخميس الماضي أشارت إلى أن شيئا ما تغير، ودعت البعض إلى التفاؤل بأن تلك الخطوة قد تكون مقدمة لتغيير كبير في منظومة الضغط الشعبي التي لا يفضل الشعب المصري استخدامها في معظم الأحيان.
ولا تحتفظ الذاكرة المصرية بالكثير من نماذج النجاح في المقاطعة، غير التي نظمت على نطاق واسع بين المصريين نهاية السبعينات، وهي التي يتداولها المصريون في حواراتهم للتدليل على أهمية وجدوى المقاطعة، حين رفع الجزارون "القصابون" أسعار اللحوم، فأصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قرارا بعدم ذبح اللحوم في المجازر "بما يعني منع الذبح بالطريقة الرسمية الوحيدة"، وطلب من المصريين التوقف عن شراء اللحوم؛ وبالفعل اضطر الجزارون إلى التراجع عن رفع الأسعار.
- دعوات سابقة
كما نشطت دعوات متعددة لمقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية مع تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، والحرم الإبراهيمي، وغزة، ومع نشر الرسوم المسيئة للرسول عبر وسائل إعلام بأكثر ن دولة أوروبية.
وكان نجاح تلك الدعوات متفاوتا، إلا أنها بالتأكيد لم تصل إلى حد إجبار الجهات التي تمت مقاطعتها للضغط من أجل تحقيق أهداف المقاطعين.
ويشير مراقبون إلى أن أسباب فشل الدعوات السابقة للمقاطعة هي ذاتها أسباب نجاح حملة مقاطعة شركات "المحمول" في مصر؛ حيث انتشرت على نطاق واسع، وتناولت قطاعا لم يعد يستغني عنه معظم الشعب المصري، وهو قطاع الاتصالات الذي تسيطر عليه 3 شركات اختلفت في ألوان وشكل الدعاية لمنتجاتها، إلا أنها اتفقت في الحصول على مبالغ خيالية من جيوب المصريين سواء عبر الاتصالات أو الإنترنت.
ويشير تقرير رسمي لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى أن عدد المشتركين في شركات المحمول في مصر وصل إلى 100 مليون مشترك، وأن كثافة امتلاك خطوط المحمول إلى 118% من عدد السكان.
وبحسب التقرير فإن شركة "فودافون مصر" هى صاحبة النسبة الأكبر من مشتركى المحمول بعدد مشتركين بلغ 42 مليون مشترك بنهاية يناير 2015، بنسبة 41,8 %، تليها موبينيل التى بلغ عدد مشتركيها 35 مليون مشترك بنسبة 35 %، ثم اتصالات بعدد مشتركين بلغ 23,2 مليون مشترك بنسبة 23% .
ويشير القائمون على حملة المقاطعة – التي جاءت في إطار ما أطلق عليها "ثورة الإنترنت" إلى نجاح "مليونية مقاطعة شركات الاتصالات" التي نظمت الخميس الماضي، ومشاركة عدد تراوح بين 5-8 ملايين مشترك، وفقا لمصادر داخل الجهاز القومي لنحو 8 ملايين مشترك فيها، وأنها أدت إلى تكبيد الشركات الثلاث خسائر وصلت إلى 4,5 مليون جنيه في موجتها الأولى، متوعدين باستمرار الحملة حتى تستجيب الشركات لمطالب تخفيض أسعار الإنترنت، وإصلاح الشبكات المهترئة.
وعقب الجولة الأولى للمقاطعة؛ أعلن منظمو الحملة عبر صفحة "ثورة الإنترنت" على فيس بوك" عن حملة جديدة بعنوان "يللا نوّقع شبكتنا" يوم الخميس المقبل، لاستمرار الضغط على شركات الاتصالات حتى الاستجابة لمطالبهم، إضافة إلى خيارين آخرين للتصعيد أوضحهما منسق الحملة المهندس إسلام خالد عن طريق حملة "ميزد كول"، التي ستشكل ضغطا على سيرفرات الشركات، وتؤدي إلى شلل مؤقت في الخدمة". وشن حملة اتصالات على خدمات المعلومات المجانية في الشركات الثلاث، قائلا: "هنتصل بيهم ونتكلم مع خدمة العملاء، ما يؤثر بالسلب على الخدمة".
ودعا آخرون إلى إغلاق الهواتف المحمولة كل يوم خميس في نفس الموعد، ولفت "فؤاد السكري" إلى أن الحملة مهمة، ومهم أن تتوسع إلى مجالات أخرى قائلا: "حملة فكرتها لو اتطبقت على كل حاجة بيشتكى منها المستهلك سواء من خدمة أو جودة مش بعيد نلاقى السوق فتح للمنافسة فى مصر وساعتها حاجات كتير هتتغير"، بل إن أحد المصريين بالسعودية "تامر حمودة" أعرب عن تضامنه قائلا: "متضامن معاكم من السعودية وشلت شريحة التجوال والشريحة السعودى كمان".
- تخبط حكومي
الحكومة من جانبها اكتفت بالمتابعة، ثم أصدر وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خالد نجم، قرارا بإعفاء المهندس سيد الغرباوى، نائب الرئيس التنفيذى لـ"المصرية للاتصالات" من منصبه، بسبب اعتراضه على خطة الدولة لخفض أسعار الإنترنت، مضيفاً: "السبب الرئيسى فى إعفاء بعض القيادات من مناصبهم أنهم يقفون فى طريق خطة الدولة لخفض أسعار الإنترنت".
هذا الإجراء سخر منه النشطاء، مشيرين إلى أنه من غير المنطقي أن يتحمل أحد الموظفين تبعية فشل الحكومة في التعاطي مع الأزمة، ولا يمكن أن يرفض موظف تنفيذ توجه الدولة ذا صدر بخفض أسعار الإنترنت.
واستجاب لحملة المقاطعة عدد من المشاهير على رأسهم اللاعب محمد أبو تريكة، وحمدين صباحي، ومجدي الجلاد، وخالد يوسف وغيرهم.
ورغم ذلك ظهرت مخاوف من استغلال الحكومة للأزمة، وإنشاءشبكة اتصالات وإنترنت يشرف عليها الجيش، وهو ما بدأت بعض الوسائل الإعلامية في الترويج له عقب نجاح حملة المقاطعة؛ بل إن البعض وصل إلى القول بأن الحملة ربما كانت جزءا من خطة لإقحام الجيش في مجال الاتصالات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابط النشر :
http://alkhaleejonline.net/#!/articles/1435566853747937400/

ليست هناك تعليقات: