٩‏/١‏/٢٠١٦

في لقطة النهاية.. "كتيبة الإعدام" ترحل بأكملها وبنفس الترتيب!












بالتأكيد، لم يدر في خلد الفنانين الأربعة الذين اصطفوا في مشهد تمثيلي بفيلم "كتيبة الإعدام" أن وفاتهم سوف تكون وفقاً لهذا الترتيب على فترات زمنية متقاربة للغاية.
وفاة الفنانين الأربعة تباعاً، وفقاً لترتيب وقوفهم في الصورة التي كانت إحدى وسائل الترويج للفيلم لم تكن المفارقة الوحيدة؛ فالأكثر إثارة أن مخرج الفيلم عاطف الطيب سبقهم إلى الدار الآخرة، في لقطة نادرة الحدوث، ونستطيع القول إنه يستحيل أن تتكرر.
الصورة العجيبة حين تم التقاطها أو نشرها عبر وسائل الإعلام كانت عادية، وبالتأكيد كانت مبهجة للنجوم الذين تتفاوت شعبيتهم ونجوميتهم، كما كانت مثيرة لإعجاب متابعيهم وعشاقهم، لكن بعد سنوات طويلة تحولت إلى نذير شؤم، ودرساً إلهياً كان يستحيل استيعابه إلا بعد اكتمال وفاة الشخصيات الخمسة، وهو الأمر الذي استوقف كل من شاهد الصورة بعد وفاة الشخصية الأخيرة ضمن مكونات الصورة، وهو الفنان ممدوح عبد العليم، الذي مات الثلاثاء الماضي، عن عمر يناهز الستين، خلال ممارسته الرياضة في إحدى صالات التمارين الرياضية.
- عاطف الطيب .. أول الراحلين
هو العنصر الأهم في الفيلم، وأول من بدأ العمل فيه، وآخر من وضع بصمته عليه؛ إنه المخرج عاطف الطيب الذي أخرج فيلم" كتيبة الإعدام"، المولود في جزيرة "الشورانية" مركز المراغة بمحافظة سوهاج، جنوب مصر، عام 1947.
تخرج الطيب في قسم الإخراج بالمعهد العالي للسينما، وعمل مساعداً للمخرج يوسف شاهين في فيلم إسكندرية... ليه؟، وفي العام 1981 مع المخرج محمد شبل في فيلم أنياب، ثم اتجه إلى الإخراج، وقدم خلال 15 عاماً 21 فيلماً، سعى فيها إلى تقديم صورة واقعية عن الواقع والمواطن والمجتمع المصري.
ومن أشهر أفلامه: سواق الأتوبيس، والحب فوق هضبة الهرم، وملف في الآداب، والبريء، وضربة معلم، وناجي العلي، وضد الحكومة، والغيرة القاتلة، والتخشيبة، والزمار.
توفي الطيب في 23 يونيو/حزيران 1995 عن عمر ناهز الـ47؛ على إثر أزمة قلبية حادة بعد إجرائه عملية في القلب.
-شوقى شامخ .. صاحب الأدوار الثانية
ولد بالقاهرة عام 1947، وعمل مراجع حسابات بالتربية والتعليم قبل أن يتجه إلى العمل الفنى، وبدأ العمل الفني بأدوار بسيطة؛ منها أدواره في مسرحيات: شاهد ما شافش حاجة، والأستاذ، والقرد، وملك الهيبز، ثم بدأ العمل في التليفزيون، وقدم 154 عملاً فنياً متنوعاً، إلا أنه لم يقم بالبطولة في أي منها.
ومن أشهر أعماله مسلسلات: الشهد والدموع، وليالى الحلمية، وأرابيسك، وحلم الجنوبى، وزيزنيا، وكان أكثر أدواره تميزاً أداءه شخصية "إفرايم سولومون" في مسلسل رأفت الهجان، وتوفي إثر أزمة قلبية في 26 مارس/آذار 2009 في مستشفى معهد القلب بإمبابة.
- معالى زايد .. ابنة العائلة الفنية
ولدت معالي عبد الله المنياوي يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1953 في القاهرة، وتنتمي لعائله فنية؛ فوالدتها الفنانة آمال زايد، وخالتها الفنانة جمالات زايد، تخرجت في كلية الفنون الجميلة عام 1975، وحصلت على بكالوريوس المعهد العالي للسينما، وعلى الرغم من زواجها مرتين لكنها لم تنجب.
ظهرت أول مرة في مسلسل الليلة الموعودة، ثم توالت أعمالها الفنية، وتمكنت من الحصول على جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم السادة الرجال، من جمعية الفيلم عام 1978.
بلغ الرصيد الفني للفنانة معالي زايد عشرات الأعمال الفنية، ومن أبرز أفلامها: الشقة من حق الزوجة مع الفنان محمود عبد العزيز، وسيداتي آنساتي، والسادة الرجال، والصرخة، والسكاكيني.
ومن أهم أعمالها الدرامية: دموع في عيون وقحة، ورجل فوق الأمواج، والثلاثية، وشفيقة ومتولي. وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2014 توفيت زايد بعد إصابتها بمرض السرطان.
- نور الشريف .. نجم الأعمال التاريخية
اسمه الحقيقي محمد جابر محمد عبد الله، ولد عام 1946، كان يخطط أن يكون لاعباً بفريق الزمالك لكرة القدم، فانضم إلى أشبال النادي، إلا أن مسار حياته تغير حين تعرف على الفنان سعد أردش الذي رشحه للعمل معه، فأسند إليه دوراً صغيراً في مسرحية الشوارع الخلفية، ثم مثل في فيلم قصر الشوق، وتوالت أعماله الفنية.
لكن مسلسلات الشريف الاجتماعية التي أداها عقب تقدمه في العمر كانت الأقرب إلى الناس، ومن أشهرها: لن أعيش في جلباب أبي، وعائلة الحاج متولي، إضافة إلى العديد من الملسلات التاريخية ومنها: هارون الرشيد، وعمر بن عبد العزيز.
الشريف الذي حصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير توفي في أغسطس/آب 2015 عن عمر يناهز 69 عاماً.
- ممدوح عبد العليم
أحدث الراحلين من مجموعة الفنانين الذين ارتبطت بهم صورة "كتيبة الإعدام"، توفي يوم الثلاثاء 5 يناير/ كانون الثاني الجاري، عن عمر ناهز الستين، بعد أزمة قلبية تعرض لها في نادي الجزيرة، خلال ممارسته الرياضة التي اعتاد عليها.
كان أول ظهور لعبد العليم طفلاً في مسلسل بعنوان الجنة العذراء، مع الفنانة كريمة مختار، ومن إخراج المخرج الراحل نور الدمرداش، كما عمل في برامج الأطفال، وتتلمذ على يد المخرجة إنعام محمد علي والمخرج نور الدمرداش.
وفي عام 1980 بدأ مشوار التمثيل الفعلي خلال مسلسل أصيلة مع الفنانة كريمة مختار، ثم توالت أعماله التليفزيونية، وفي عام 1983 بدأ التمثيل بالسينما في فيلم (العذراء والشعر الأبيض). ورغم تعدد أدواره السينمائية، إلا أنه لم يحظ بنفس النجومية التي حصل عليها في التليفزيون.