٥‏/٧‏/٢٠١٠

سلمت يداك

إلى شاعر حرك وجداني بكلمات خلتها ضرب الرصاص
سلمت يداك
قربت لي في الأرض ما أحسستُه عالٍ .. هناك
فاسلم وواصل ما بدأت وكل غالٍ قد فداك
********
فالليل ينتظر الضياء
والجدب يشتاق الرواء
والأمة العطشى يعوزها شلال ماء
********
والله إن الشعر حين يكون مصدره القلوب
ينساب في الأرواح يمسح ما تعلق من عيوب
تسَّاقط الكلمات منه .. بعزفها روحي تذوب
********
فانشد وواصل رافعًا أصوات جيل
سئم السكون وضره صمت عليل
يرنو إلى فجر قريبٍ يقهر الليل الطويل
********

وحينها تصفو النفوس ونستعيد الذكريات
تنزاح رائحة العفونة ، تحتوينا الأمنيات
يتعاظم الإقدام فينا مستخفًّا بالممات
********
يا أيها الشعراء يا من بالمحاسن تفتنون
أهدي إليكم صرختي فعساكم تتراجعون
وتحطموا أصنامكم ؛ ركب المعالي تلحقون

٢٩‏/٦‏/٢٠١٠

أفاق عربية .. حين تُجهض الأحلام ويُقصف القلم


كانت آفاق عربية بمثابة البيت الذي نؤوب إليه بعد التعب ، والحضن الدافيء الذي يضمنا عند الحاجة إلى الأمان ، والصدر الحنون الذي كان يستوعبنا لحظة البكاء والأنين ..
صنعت منا الجريدة قامات جيدة في الصحافة كل حسب قدراته ومواهبه .. كانت نسبة الانسجام والاتفاق بين أبنائها مثالية بين كافة الإصدارات والمطبوعات التي عرفناها .. مثلت لنا جريدتنا الفقيدة المدرسة التي تلقينا فيها الدروس في الصحافة والأخلاق ، كان اسمها يسبقنا في كل مكان نذهب إليه .. فالاحترام لها متوفر ، وإن اختلف معها البعض في التوجهات والرؤى ، إلا أن التقدير والتوقير لها كان هو الوضع الطبيعي لدى الجميع ..
ربما رأيتم من فقد ابنه أو أحد والديه .. هل شعرتم بغربته ووحشته ؟ هذا بالتحديد ما شعرنا به حين تقرر إغلاق الجريدة في ذلك اليوم - الثلاثاء - ، ومنذ ذلك الحين نمر على العمارة الأولى في شارع نوال فنصعد إلى مكاتبنا فيها بقلوبنا قبل الأقدام ، ندور بين الغرف لنتذكر تلك الماكينة التي كانت حية في ذلك المكان ، نسترجع " قفشاتنا" وضحكاتنا وأحلامنا التي وئدت مبكرًا ..
من آفاق عرفَنا الناس ، ومنها ولجنا إلى نقابة الصحفيين ، وعبرها كتبنا ما تراءى لنا أنه في صالح الأمة والوطن والأهل .. كم دافعت آفاق عن المظلومين ، واستقبلت الثكالى والمكلومين ، وناصرت الضحايا والمقهورين .
كانت منبرًا لقول الحق في وجه الجائرين أيًّا كانت مناصبهم أو درجاتهم في الوقت الذي كان غيرها يسعى إلى المال وترضية السلطان بأي شكل .. كانت راية يتجه إليها الذين ضاقت بهم الدنيا واستبد بهم القهر والتعسف فلا يجدون فيها إلا صدق الكلمة وشجاعة التعبير ..
فيها اقتربنا من أصحاب القلوب النقية ، وعرفنا كيف تجتمع الأخوة والعمل تحت سقف واحد ..
فيها اقتربت قلوبنا ، وتشابكت توجهاتنا ، والتحمت أسرنا .. فإليها التحية والتقدير .

٢٤‏/٦‏/٢٠١٠

أوباما .. حبيب العرب!


أوباما" كل " دماغنا بكلام حلو وخطير

قال لازم حل عادل ، والمسلم ده أمير

ولقينا بعد فترة إن احنا بنستجير

من "كيله " وظلمه برضه أتاريه كداب كبير

بس ارجع أقول يا صاحبي العيب مهوش عليه

العيب على أمة باعت راسها وحاجات كتير

بدائل النيل متوفرة .. لا داعي للقلق



لست مع المتخوفين من الأزمة الخانقة التي يمر بها نهر النيل خلال هذه الفترة ، كما أنني لست قلقًا من المؤامرة واسعة النطاق التي تدور رحاها على شطآن النيل الغالية من جانب دول الحوض التي لم يعلم معظمنا أسماءها إلا منذ شهور। ولاشك أن هذا الاطمئنان لم ينشأ عن تحركات مصرية واسعة النطاق والتأثير ؛ لسبب بسيط يتمثل في أننا لم نعتد من حكوماتنا العبقرية التحرك سواء قبل الأزمات أو بعدها ، اللهم إلا تحركها في مواجهة مواطنيها الذين يحتجون على أوضاع سياسية أو مادية غير مرضية.

اطمئناني من ناحية أزمة النيل يرجع إلى أن هذه الأزمة لن تؤثر على بلادنا – التي هي هبة النيل كما قال الراحل هيردوت – بل إن هذه الأزمة الخانقة التي يمر بها نيلنا الجميل فرصة ذهبية أتاحتها لنا الأقدار للعودة إلى الجذور ؛ فليس هناك أحلى ولا أجمل من العودة للجذور !! وأود الإشارة إلى أننا لم نحفظ النعمة التي وهبها الله لنا من خلال هذا النهر العظيم ، فردم النيل في مناطق واسعة يتم على قدم وساق دون توقف ، ودون أي محاولة من جانب المسؤولين لوقف هذه التجاوزات ، وذلك عملاً بمبادئ صلة الأرحام ، واحترام حريات الآخرين ، وبعدين " هو النيل هيخلص يعني لما كل واحد يردم كام متر ؟" ، يأتي ذلك في الوقت الذي لم تتوقف عمليات غسيل " المواعين والحصر والأحصنة والحمير " داخل نهرنا الخالد على مدى سنوات طويلة ، لذلك فليس مقبولاً أن يأتي اليوم من يبكي على النيل – أو يتباكى عليه – ، أو نغضب من الذين يبحثون عن مصالحهم التي تتمثل في إقامة السدود على النيل من منابعه إذا لم نكن قمنا بأي تحرك على مدى السنوات الطويلة لحفظ حقوق هذا الشعب الكبير – في العدد على الأقل – خاصة إذا علمنا أن هذه المخاوف ليست جديدة ؛ بل نعرفها منذ عشرات السنين ، إلا أن الثقة المتناهية التي تميز متخذي القرار في بلادنا العزيزة كانت تطمئننا بشكل دائم ، وتنصحنا بأن نضع " بطيخة صيفي من النوع الكبير" داخل بطوننا؛ لأن هذه التوترات لن تؤثر فينا من قريب أو بعيد ، كما لم نعط أي اعتبار للمئات من التحليلات والتقارير التي أصدرتها مراكز البحوث في كافة أنحاء العالم ، والتي كانت تشير إلى أن الحرب المقبلة لن تكون حرب صواريخ ومدافع وطائرات ؛ بل حرب مياه ، ومن الواضح أننا فهمنا أن حرب المياه هي التي تستخدم فيها الخراطيم والحنفيات العمومية و" الشطافات " ، ولذلك لم نقلق لأن كل هذه الأدوات لعبتنا ، ولدينا من السباكين المهرة من يستطيعون خوض أعتى الحروب وأشرسها في مجال المياه । ولذلك كان صادمًا لنا ما اكتشفناه بعد ذلك حين عرفنا بالمصادفة أن حرب المياه هي الحرب التي ستنشب بسبب الرغبة في الاستحواذ على المياه ؛ لندرتها وحاجة الناس المتزايدة إلى حصص أكبر منها ، حتى بعد هذا الاكتشاف لم نعر الأمر اهتمامًا ؛ لسبب بسيط وهو أن الدول التي تسيطر على منابع النيل أفارقة غلابة لن يتجرؤوا على رفع أصواتهم في وجه الشقيقة الكبرى ومهد الحضارة ودولة الريادة

لذلك كانت المفاجأة صادمة – بالنسبة لنا على الأقل – حيث كبر الصغير ، ونطق الأبكم واكتفى المحتاجون . والآن ॥ بعد أن اتضحت أبعاد المؤامرة ، وانكشف عجزنا الواضح في التواصل مع هذه الدول – ربما لأن اللغات التي يتحدث بها هؤلاء لا يفهمها الأخوة الذين كان قدرنا وقدرهم أن يتولوا هذه المسؤولية . . لذلك لابد من أن نتجاوز الأزمة ، ونعبر عنق الزجاجة ، ولا ندع للإحباط إلينا سبيلاً ॥ وهذا ما تعودنا عليه في دولتنا العظيمة صاحبة التاريخ والجغرافيا وعلم النفس . وبصراحة ॥ لا يجب أن تتوقف الدنيا عند ضياع النيل وجفافه ، فلدينا من المشاكل ما يفوق ذلك بمراحل ؛ خذ مثلاً لذلك أزمة تعيين المرأة قاضية ، والسجال الذي لا يتوقف بين مرتضى منصور وشوبير ، وتداعيات المعارك الخلافية بين مصر والجزائر نتيجة المباراة المشهودة في أم درمان ، وغيرها من القضايا الحيوية التي يجب ألا يتغافل عنها المصريون

لذلك ليس مهمًّا – أعزائي - أن يعطش الناس فمنتجات البيبسي تملأ الأسواق ، ولماذا نزعج أنفسنا بالزراعة إذا كنا نستورد كل شىء من خارج الديار ، ولماذا نتعب بالتفكير في تحلية مياه البحر إذا كانت شركات المياه المعدنية في العالم ترحب بالعطشى المصريين ، وتعتبر أن الشركة شركتهم والمياه مياههم ، ولماذا نذهب بعيدًا .. فالطلمبات التي كانت منتشرة في بر مصر يمكن بسهولة أن نعيدها إلى العمل ، ويكفي أن تقوم الدولة بتبني حملة قومية رافعة شعار " طلمبة لكل أسرة " ، وكفى الله المصريين شر النيل ومشاكله . خاصة أن الإخوة الأفارقة كشروا عن أنيابهم البيضاء في وجوههم السمراء ؛ مما ينذر بعواقب ليست جيدة .. لذلك فلا مشكلة في ردم النيل .. واستثمار أراضيه الخصبة في بناء قصور فارهة . منها نحل أزمة السكن بالنسبة لقطاع كبير من المواطنين الذين ضاقت بهم مارينا ومدينتي والرحاب ، ومنها في نفس الوقت توفير فرص عمل لعدد كبير من الشباب الذين سيعملون حينئذ في خدمة هؤلاء المواطنين السوبر .. خدم وطباخين ومكوجية وأصحاب ملاهي ومراجيح .. يا جماعة ردم النيل خير ، ولكننا لا ندركه بنظرتنا القاصرة.



٢٥‏/٥‏/٢٠١٠

أحبك يا رسول الله


أحبك يارسول الله
أيا قدوة
أيا أسوة
أيا شمسًا من الإشراق جاءتنا لتهدينا
ويا قبسًا من الرحمن أقبل ينشر الدينا
ويا نبعًا من الخيرات أنبت في بوادينا
***
أحبك يا حبيب الخالق الأعلى وصفوته
ويا من تعشق الدنيا وتهوى نور طلعته
ويا من أنقذ الإنسان من بلوى غوايته
***
بحبك يا نبي الله أسمو فوق مأساتي
وأعشق كل ما في الكون أسخر من جراحاتي
وأهدي النصر أمتنا وأربح كل جولاتي
***
أحبك رحمة جاءت لتنقذ كل حيران
وتمنح للدنا نورًا وتهدي الإنس والجان
تؤسس دولة للحق كنت إمامها الباني
***
شفيع الخلق يا طه ويا نورًا من الرحمن
أتيت اليوم كي أدنو وأسأل ربي المنان
بأن أسمو وأن أحظى بقربك أيها العدنان