٢٠‏/٢‏/٢٠١٦

ثقافة اللافتات.. وسيلة يتفنن بها المصريون للتعبير عن مشاعرهم

يفضل كثير من المصريين اللجوء إلى اللافتات بشكل مبالغ فيه، وفي كافة الظروف، حيث لا تخلو مناسبة من استخدام لافتة بشكل متوافق معها، كان آخرها وأطرفها في مدينة طنطا، شمال البلاد، رفعت بمناسبة عيد الحب، في 15 فبراير/ شباط الحالي، حيث كتب فيها: "زوجتي الحبيبة .. بموت في أمك، عيد الحب أحلى معكِ".
ش9
ولم تنافس لافتة مدينة طنطا سوى تلك التي رفعها أحمد سمير، رئيس مباحث الآداب بمحافظة كفر الشيخ، شمال مصر، التي كتب فيها: "متزعليش يا سمر.. بحبك"، معتذراً خلالها لزوجته عن خلاف يبدو أنه نشب بينهما، كما أعلن لها حبه على الملأ بشكل لم تقرأه وحدها؛ بل قرأها الشعب المصري كله .
ش14
السيدات بدورهن لم يتخلفن عن المنافسة في التعبير باللافتات؛ حيث كتبت إحداهن لافتة اعتذار لزوجها: "بحبك وأعتذر لك".
ش15
- موسم الانتخابات الذهبي
لجوء المصريين إلى التعبير باللافتات ليس مقتصراً على المناسبات فقط، بل يتوسع ليشمل فروعاً كثيرة في الحياة، على رأسها الانتخابات التي تعتبر أثمن فرصة للخطاطين ومتعهدي تركيب اللافتات للعمل بشكل مكثف، وبالطبع تزيد اللافتات خلال فترة الدعاية الانتخابية لتحاصر الناس في كل مكان.
- الشعب يريد
ولا يمكن أن ينسى المصريون اللافتات التي شهدتها ثورة يناير، التي عبرت عن مطالب خاف المصريون أن يعلنوا عنها لنحو 30 عاماً، كانت فترة حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، حيث رفعوا للمرة الأولى لافتات: "الشعب يريد إسقاط النظام"، "ارحل"، إضافة إلى العشرات من اللافتات الطريفة التي عبر فيها المصريون عن رغبتهم في رحيل مبارك بسرعة، عقب بقائهم في الميدان 18 يوماً، ومنها: "ارحل يعني امشي"، "ارحل علشان أتجوز" .. وغيرها.
ش7
- لافتات قاتلة
ولا تخلو المباريات الرياضية من لافتات لتشجيع الفرق أو لإهانة الفريق المنافس، وكانت إحدى تلك اللافتات سبباً في إشعال فتنة بين جماهير ناديي الأهلي والمصري خلال لقائهما الكروي في 1 فبراير/شباط 2012؛ بسبب احتوائها على إهانة لأهالي محافظة بورسعيد، التي كانت تستضيف المباراة، ليتطور الأمر إلى مذبحة راح ضحيتها 72 قتيلاً من جماهير النادي الأهلي "الضيف".
وردت جماهير بورسعيد بلافتة مقابلة في المسيرة التي نظموها عقب المجزرة كتبوا فيها: "لو الأهلي فيه رجالة ييجوا بلد البالة".
وكانت أحدث اللافتات المثيرة للجدل تلك التي رفعها أعضاء رابطة "أولتراس أهلاوي"، منذ أسابيع، خلال تأبينهم ضحايا مجزرة بورسعيد، التي رفضوا فيها الاعتذار الذي قدمه النادي للقوات المسلحة؛ على الإهانات التي وجهها لهم جمهور الأهلي بسبب مجزرة بورسعيد، وكانت تقول: "جمهور الأهلي لا يعتذر لقتلة".
ش10
- تكتيك سياسي
وتعتبر التهنئة بالأعياد، وعلى رأسها الأضحى والفطر، من أهم المناسبات التي تستحوذ على سوق اللافتات في مصر، حيث تعتبر التهنئة بالأعياد من خلال لافتات الشوارع إحدى العادات التي لا تفوتها الجهات الحكومية والمدنية والدينية، بالإضافة إلى الشخصيات العامة، التي تبحث عن الشهرة لاستباق فترات الترشح للانتخابات.
- اللافتات "العائلية"
تأتي اللافتات التي يخاطب فيها أحد الأزواج الطرف الآخر في مرتبة متقدمة بين أشهر اللافتات في مصر، فبالرغم من أنها ظاهرة حديثة، إلا أنها انتشرت بشكل لافت.
ويأتي الاعتذار بين الأزواج على رأسها، حيث اعتاد الناس، مؤخراً، أن يشاهدوا لافتة مكتوباً عليها: "أنا آسفة يا عمري .. وعمري ما هازعلك تاني"، أو تلك التي فضلت أن تعتذر لزوجها علناً بلافتة كتبت فيها: "آسفة حبيبي .. أنا باعتذر لك قدام كل الناس".
ش18
أيضاً هناك من يسترضي زوجته لتعود إلى المنزل قائلاً: "سأحارب من أجلك ومن أجل أحلامنا، وسأكون أباً ثانياً لك"، فيما فضل أحد الأزواج أن يقف أمام لافتته في الشارع، ليعلن للناس أنه يعتذر لزوجته من خلال اللافتة التي كتب فيها: "إيمان صديقتي وحبيبتي وحياتي وزوجتي الرائعة وأم ابني.. أعتذر لك عن كل ما صدر مني من أخطاء".
ش16
ش1
كما تعتبر اللافتات عاملاً رئيسا في أحدث طرق طلب الزواج التي يلجأ لها طلبة الجامعات، حيث تختصر اللافتة على الشاب حرج الطلب المباشر للزواج من الفتاة التي يرغب في الارتباط بها.
- ابتكار لتعويض الجفاء
الدكتورة داليا الشيمي، خبيرة الإرشاد الأسري والزواجي، استحسنت هذا النوع من اللافتات العائلية، مشيرة، في حديثها لـ"الخليج أونلاين"، إلى أنه "حالة من التعبير الجديد الذي له تأثير طيب على نفس من يتم لأجله، خصوصاً المرأة التي تعشق الأشياء التي تحمل تعبيراً، فما بالك إذا كان التعبير بهذه القوة".
أما الدكتور أسامة يحيى، المدرب والمحاضر والاستشاري الأسري، فأكد أن التعبير عن المشاعر بين أفراد الأسرة انتشر استخدامه بسبب الجفاء؛ باعتباره طريقة أسهل وأفضل من المواجهة المباشرة لدى من يقومون بذلك.
واعتبر، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن "لكل عصر وسائله في التواصل، وعندما لا يكون هناك تجانس أو تفاهم بالقدر المناسب بين الزوجين يؤثر أحدهما، خاصة الزوجة، عدم المواجهة، واستخدام وسائل تواصل تخلو إلى حد ما من المواجهة المباشرة".
http://alkhaleejonline.net/articles/1455892993626848100/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D9%8A%D8%AA%D9%81%D9%86%D9%86-%D8%A8%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B9%D8%B1%D9%87%D9%85/

ليست هناك تعليقات: