٥‏/٢‏/٢٠١٦

الكتابة على الجدران.. منبر شباب مصر يدعو إلى ثورة في 25 يناير


http://alkhaleejonline.net/articles/1451418872944236500/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%86%D8%A8%D8%B1-%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-25-%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%B1/
بدأ عدد كبير من شباب الثورة المصرية بالدعوة إلى الاحتشاد والتظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير المقبل بطريقتهم الخاصة؛ إذ قرروا اللجوء إلى الجدران باعتبارها الوسيلة التي يطالعها كل المصريين بلا استثناء، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي لا يعرفها عدد كبير من المصريين البسطاء والسيدات، فجدران الشوارع وأبواب المحال هي الأقرب في الوصول إليهم.
جرافيتي الثورة
واستخدم الشباب عبارات حماسية لدفع المواطنين إلى التفكير في المشاركة في هذا الحدث، وكان منها: "لسة العدل غايب"، "راجعين للميدان"، "عسكر قاتلون .. عسكر فاشلون"، "اليأس خيانة"، "مكملين"، "حكم العسكر يساوي الجوع"، "25 يناير من جديد".
كما استثمر الشباب ما قاله عبد الفتاح السيسي منذ أيام بأنه لن يمانع في الانصراف إذا أراد الشعب المصري ذلك، دون الحاجة إلى التظاهر أو النزول في الميادين، حيث كتب الشباب عبارات من قبيل "ارحل يا فاشل".
جدران خليجية2
- أسهل وسيلة دعاية
وعادة ما يلجأ النشطاء السياسيون إلى الجدران للدعوة إلى الفعاليات؛ بسبب عدم وجود وسائل إعلامية كافية تمكنهم من توصيل أصواتهم إلى رجل الشارع البسيط.
ويرجع السبب في ذلك إما بسبب عجز القنوات الفضائية المؤيدة للثورة عن الوصول إلى هذا المواطن الذي يفضل متابعة مغامرات توفيق عكاشة، وسجالات ريهام سعيد، وانسحاب محمود سعد من "النهار"، والمشاجرة العنيفة التي نشبت وخمدت بين خالد صلاح وأحمد موسى بسبب فضائح خالد يوسف الجنسية، دون أن يدري الناس لماذا اندلعت المواجهة بين الطرفين، ولا السبب الذي تسبب في ذوبان الخلافات بهذا الشكل السريع.
مصر2
كما يفضل عدد كبير من المصريين مشاهدة المذيعة التي قررت تقديم برنامجها من "البانيو"، أو التعرف على المستجدات المثيرة لرفض المصريين ومتابعتهم في آن واحد "ريهام سعيد"، إضافة إلى التعلق بعشرات القنوات الفضائية التي "تخرج الجن" و"تعيد العجوز صبية" و"تجعلك رشيقاً في أسبوع "؛ باعتبارها المواد الأسهل في الهضم من متابعة مناقشات ثورية لا يرغبون في شغل أنفسهم بها، أو مراقبة السجال بين قيادات الإخوان عبر البيانات والبيانات المضادة، أو ضبط أحد المخبرين لمتلبس بمشاهدة "الجزيرة"، أو الاستماع إلى "الشرق" أو متابعة محمد ناصر في "مكملين"، وهي الشبهة التي يحرص عدد كبير من المصريين على عدم التورط فيها بسبب جيش "المخبرين والمرشدين السريين" الذي لا يقدر بعدد، أو التصديق الفوري لوشايتهم من جانب رجال الأمن.
- الارتباط بالثورة
واعتاد النشطاء المصريون على الدعوة لفعالياتهم عبر الجدران، وبالتحديد ثورة 25 يناير التي امتلأت جدران مصر بالدعوة إليها، إضافة إلى المناسبات كافة التي دعا لها الثوار باختلاف توجهاتهم السياسية والذين كانت الجدران ساحاتهم الرئيسية للدعوة للفعاليات.
ويعتبر "الجرافيتي" النسخة المطورة من الكتابة على الجدران، وظهرت بشكل واسع إبان ثورة يناير 2011، وأصبحت أحد أهم ملامح الثورة في الشوارع المصرية، كما توسعت لتشمل الرسوم إلى جانب الكتابة، وكان لصور شهداء الثورة النصيب الأوفر من هذا الفن.
جمال الدولي
ومن الملاحظ أن الدعوة عبر الجدران دائماً تأتي من جانب المعارضين السياسيين؛ حيث يجد المؤيدون مجالات أوسع لممارسة أنشطتهم السياسية أو للتعبير عن آرائهم، أو الدعوة للفعاليات التي يقومون بتنفيذها؛ بعكس المعارضين.
ويعتبر "جمال الدولي" أشهر المصريين الذين عرفوا بالكتابة على الجدران، وهو مشجع إسكندري يعشق فريق "الاتحاد"، وكان يكتب على الجدران تعبيراً عن عشقه لناديه، إلا أنه توسع في الكتابة الساخرة التي انتشرت في شوارع القاهرة والإسكندرية بشكل ملحوظ، ليطالب بأن تكون الإسكندرية مستقلة، وليعلن عن نفسه: "جمال الدولي أبرز من يمثلكم في البرلمان وفي ملاعب كرة القدم"، ومن أظرف تعليقاته: "نجوم الاتحاد للبيع والكيلو بـ 5 جنيه" في سخرية واضحة من لاعبي فريقه المفضل حين كان أداؤهم في تراجع، كما كانت له آراء سياسية مثل: "إسرائيل ورم خبيث فى جسد الوطن العربي".
مصر1
وتعتبر الكتابة السياسية على الجدران ظاهرة مصرية خالصة، لا توجد إلا في مصر، في حين توجد في دول أخرى ولكن تعبيراُ عن مشاغبات شبابية بعيدة عن السياسة، وتتنوع بين إبداء الإعجاب بناد رياضي أو فتاة، أو كتابة بعض الأغاني أو النكات الاجتماعي، إضافة إلى كتابة أبيات شعرية، أو قلب مجروح تعبيراً عن قصة حب فاشلة. وهي ظاهرة تعتبرها المجتمعات الخليجية نوعاً من العبث والفراغ وتشويه الجدران.
جدران خليجية1

ليست هناك تعليقات: