١٢‏/١٢‏/٢٠٠٩

بين عام آت .. وأعوام استأذنت في الرحيل!!


ما أقسى أن يشعر الإنسان بأن أيامه تتسلل من بين يديه ، وأن سنوات عمره تمضي إلى غير رجعة لتنضم إلى أخواتها اللاتي تسربن من حياته حتى الآن . هذا الشعور تحديدًا هو الذي شعرت به في هذه الآونة وأنا أراقب مرور 37 عامًا على حياتي في هذه المعمورة .. بالطبع لا يستطيع أحد أن يوقف الأيام التي تتوالى ، أو يهدئ من الساعات التي تهرول ، لذلك أجدني غير مصدق أن هذا العمر لي ، أو أن هذه السنوات الطويلة مرت من حياتي .
أتذكر في طفولتي حين كنت أمر بجوار المدرسة الثانوية وأرى طلابها فارعي الطول يقفون في فناء المدرسة ، كم تمنيت وقتها أن أكبر لكي أصبح مثل هؤلاء الطلاب .. وحين وصلت إلى تلك المرحلة تمنيت أن ألتحق بالجامعة كي أخرج في المظاهرات ، وأركب المواصلات يوميًّا كي أصل للجامعة التي مرت سنواتها دون أن أدري ، ولم أشعر بالطبع بسنة الخدمة العسكرية ، إلى أن بدأت العمل ودارت دورته ، ثم الزواج والأبناء والمسؤولية .. دوامة لا يكاد الإنسان يشعر بها إلا وهي تتقاذفه يمينًا ويسارًا دون أن يدري ....
سنوات مرت لا أدري في أي الموازين كتبت ..
شابتها نجاحات لا حصر لها في نفس الوقت الذي عانيت فيها إحباطات غير قليلة .
تعرفت فيها على أشخاص يطاولون الملائكة في سموهم وهممهم التي ترفرف في السماء ، في الوقت الذي واجهت آخرين قد لا يقلوا عن الشياطين في دناءتهم وانحطاط أخلاقهم ..
أحببت أشخاصًا ولم أرتح لآخرين ..
تمتعت بنعم كثيرة من الله بها علي بينما كان الشكر من جانبي غير متناسب مع جلال هذه النعم وعظمتها ..
ربما كان احتفاء الأشخاص بأيام ميلادهم ظاهرة لا يقبلها كثيرون إلا أنني أرى أنها فرصة لاستعادة التوازن ، والتخطيط للسنوات المقبلة ، ومحطة مهمة في الاستفادة من الأخطاء والسعي إلى تحقيق الأهداف التي لم تتحقق .
سنوات مرت .. ولا أعلم إن كانت ستلحقها سنوات أم شهور أم أيام أم ساعات أم سيتوقف العمر بعد لحظات ..
في وداع عام .. لن أبكي على ما خسرته فيه ولن أفرح بما حققته ..
وفي استقبال عام أعتزم أن يكون أفضل من كل سابقيه .. أجدد العزم .. وأستنهض الهمة .. وأنظر إلى المستقبل بنظرة مختلفة .. وأذكر نفسي بأن أيامنا معدودة ، وأن " فيه ناس تعيش أموات.. وكتير برغم الموت : تحت التراب عايشين "