٢١‏/٩‏/٢٠٠٧

وداعا علاء عصام

يغادر عالمنا كل يوم أعداد لا يستطيع أن يحصيها أحد ، كلها ينتقل من دار الفناء إلى دار الخلود .. من الدار التي تظنها دار البقاء إلى البقاء ذاته
وتستقبل القبور كل دقيقة وافدًا جديدًا ينضم إلى قائمة الذين كتب عليهم أن يعاينوا الحقيقة بأنفسهم ، ويشاهدوا ذلك الموت الذي طالما خاف منه الناس
وقبل رمضان بأيام معدودة استقبلت إحدى تلك المقابر شابًا في ريعان الشباب وفتوته .. كان في مقتبل العمر .. يستقبل الحياة بالبشر والترحاب .. إلا أن ما كتب له كان مختلفا
كان علاء عصام شابًا يشتعل نشاطا وحيوية ، تتدفق من بين حناياه روح وثابة وتتطلع إلى مستقبل مشرق
كان يحلم ـ مثل الملايين من أقرانه ـ بالزوجة الجميلة والأبناء الذين يتقافزون من حوله ، وبان يكون له مسكن مستقل يرتب فيه أشياءه وفق رغبته الخاصة
إلا أن حقيقة الموت كانت أسرع إليه من تلك الأحلام التي أصبحت كلها سرابا ليس إلى الوصول إليه من سبيل
أخي الراحل عن دنيانا الفانية ..لم اكن اعلم أنى احبك كل هذا الحب ، وأن لك في قلبي ذلك المكان الأثير إلا بعد أن وقفت أمام قبرك الذي أغلقت عليك أبوابه ، ودارت في ذهني مشاهد كثيرة لضحكاتك التي كنت تملأ بها الآفاق ووسامتك الواضحة ، وحسن هندامك واهتمامك بنفسك
وتتابعت أمام عيني صورتك وأنت جالس تستمع وتتنافس وتضحك وتطلق خواطرك
كم حدثتني عن المشروع الذي كنت تحلم به وبدأت في تنفيذه ، وكم لحظت في عيونك رغبة جامحة في فعل الخير ، والإيجابية في مساعدة الناس
أخي .. كم كانت صدمتنا مروعة حين سمعنا خبر انتقالك إلى الرفيق الأعلى ، وكم كانت مصيبتنا اشد حين شيعناك إلى مثواك الأخير وأيضا انك لن تعود معنا . كانت الحشود التي خرجت وراءك دليل على حب الناس لك ، وهى شهادة مباشرة لك من هؤلاء جميعا على حسن خلقك وتفانيك في دعوتك إلى الله

وإذا لم تكن تمكنت من تحقيق حلمك في اختيار بنت الحلال في الدنيا . فنحسبك قد ظفرت بأجمل منها في مثواك الأخير
بقدر ما كان موتك المفاجئ مفجعا لنا إلا أنه كان رسالة واضحة بأن الدنيا لا تدوم ، وأنه هكذا الأيام تنقضي ولأنه لابد للجميع من لحظة يفارقون فيها أحبابهم دون إرادة أي من الطرفين
فهلا استعددنا نحن أيضا لهذه الحقيقة ، وشمرنا عن سواعدنا للعمل لهذا اليوم المحتوم
يقينا ॥ افتقدتك أسرتك وأصدقاؤك وإخوتك ، ولكن هل وصلت الرسالة لهؤلاء جميعا ؟

هؤلاء كتبوا عن علاء

وداعا علاء

قلب آخر لم يخلق للحياة

وداعًا يا أعز الأصدقاء

وداعًا أخى وحبيبى علاء

علاء لا تنسى موعدنا الحوض

علاء مات

علاء رحل

البسمة الباكية

أرغب فى نظارة شمسية

هناك تعليق واحد:

koukawy يقول...

ربنا يرحمه
انا ليه النهارده كل ما اخش مدونه الاقي حد كاتب عن الموت
مش عارفه
يمكن انا كمان قربت من الموت
الله اعلم
انا معرفش حد من اللي بيموت بس بدخل ادعي لكل واحد
من قلبي يمكن ربنا لما انا انتقل
يبعتلي اللي يدعيلي برضو و هو ما يعرفنيش