٢‏/٨‏/٢٠٠٧

محمد الديب .. طموح له نهاية


لم يدر في خلدي أبدًا أن أكتب عنه أو أرثيه بعد رحيله عن دنيانا ، حيث كانت حيويته ونشاطه لا تخطئها عين ، ولا يتطرق إلى احد من معارفه خاطر أنه قد يسقط فجأة ويتركنا إلى أن نجتمع مرة أخرى في دار الخلود .
كان محمد عبد الحليم الديب " ابن مدينة البدرشين " شابًا نابهًا يحب الحياة ويضع خططًا لا حدود لها لمستقبله ؛ إلا أن يد القدر كانت أسرع منه فلم يتمكن من أن يحقق من تلك الطموحات إلا القليل .

حين بدأ العمل معي في مجال الصحافة لحظته وثابًا نبيهًا ، يجيد التعامل مع الجميع يستفيد منهم ويفيدهم .
كان لماحًا ذكيًا يقدر لرجله قبل الخطو موضعها .. يتطلع دومًا إلى الأفضل ،حتى يصل إليه ؟
كان حلم حياته أن يعمل في مجال الإعلام ، فأفكاره في هذا المجال كانت رائعة ، وطموحاته لم يكن يحدها مؤهل أو خبرة ، فبالإصرار يهون كل شئ .
حين اتجه إلى مبنى التليفزيون كانت تداعب خياله أحلام الشهرة والنجاح.
حارب كثيرا حتى ثبت أقدامه في هذا المبنى العتيد الذي لم يكن يغادره إلا إلى النوم تقريبا ، إلى أن تم تعيينه في إحدى القنوات المتخصصة التي عمل بها منذ بداياتها الأولى .. ولكنه لم يكد يفرح بهذا التعيين طويلا .. فقد التقطه الموت ليضع اللمسات الأخيرة لتلك الحياة التي لم تطل . حيث غيب الموت " محمدًا " وسنه لم يتجاوز الثلاثين .
إنها إرادة الله التي لا يجوز معها المجادلة أو المراجعة ، وكم كانت لوعة الفراق قاسية على أمه وأبيه الذين كان فلذة كبدهما الوحيد ، وكان فرحتهما اليتيمة في هذه الدنيا التي اعتدنا منها أن تفقدنا كل يوم عزيزًا أو غاليًا دون سابق إنذار .
حين سمعت خبر وفاته كانت الدهشة هي المسيطرة إلى أن ذهبت إلى بيته ، واستوعبت غيابه الحقيقي ، وحينها لم أتمالك نفسي من النحيب عليه . وانفجرت الدموع في عيني دون أن اعرف سبيلا لوقف هذا الشلال المتدفق من العبرات .
سلام عليك يا " محمد " في دار الخلود ، فقد عاينت الحقيقة الوحيدة التي نتغافل عنها وهى أننا سنفارق أحبابنا بإرادتنا أو رغمًا عّنا .

ليست هناك تعليقات: