٢٩‏/٦‏/٢٠١٠

أفاق عربية .. حين تُجهض الأحلام ويُقصف القلم


كانت آفاق عربية بمثابة البيت الذي نؤوب إليه بعد التعب ، والحضن الدافيء الذي يضمنا عند الحاجة إلى الأمان ، والصدر الحنون الذي كان يستوعبنا لحظة البكاء والأنين ..
صنعت منا الجريدة قامات جيدة في الصحافة كل حسب قدراته ومواهبه .. كانت نسبة الانسجام والاتفاق بين أبنائها مثالية بين كافة الإصدارات والمطبوعات التي عرفناها .. مثلت لنا جريدتنا الفقيدة المدرسة التي تلقينا فيها الدروس في الصحافة والأخلاق ، كان اسمها يسبقنا في كل مكان نذهب إليه .. فالاحترام لها متوفر ، وإن اختلف معها البعض في التوجهات والرؤى ، إلا أن التقدير والتوقير لها كان هو الوضع الطبيعي لدى الجميع ..
ربما رأيتم من فقد ابنه أو أحد والديه .. هل شعرتم بغربته ووحشته ؟ هذا بالتحديد ما شعرنا به حين تقرر إغلاق الجريدة في ذلك اليوم - الثلاثاء - ، ومنذ ذلك الحين نمر على العمارة الأولى في شارع نوال فنصعد إلى مكاتبنا فيها بقلوبنا قبل الأقدام ، ندور بين الغرف لنتذكر تلك الماكينة التي كانت حية في ذلك المكان ، نسترجع " قفشاتنا" وضحكاتنا وأحلامنا التي وئدت مبكرًا ..
من آفاق عرفَنا الناس ، ومنها ولجنا إلى نقابة الصحفيين ، وعبرها كتبنا ما تراءى لنا أنه في صالح الأمة والوطن والأهل .. كم دافعت آفاق عن المظلومين ، واستقبلت الثكالى والمكلومين ، وناصرت الضحايا والمقهورين .
كانت منبرًا لقول الحق في وجه الجائرين أيًّا كانت مناصبهم أو درجاتهم في الوقت الذي كان غيرها يسعى إلى المال وترضية السلطان بأي شكل .. كانت راية يتجه إليها الذين ضاقت بهم الدنيا واستبد بهم القهر والتعسف فلا يجدون فيها إلا صدق الكلمة وشجاعة التعبير ..
فيها اقتربنا من أصحاب القلوب النقية ، وعرفنا كيف تجتمع الأخوة والعمل تحت سقف واحد ..
فيها اقتربت قلوبنا ، وتشابكت توجهاتنا ، والتحمت أسرنا .. فإليها التحية والتقدير .

ليست هناك تعليقات: